كل واحد يعرف حجمه ... كويس !
كتب : هشام تيتا
الأهلي أنهزم يا رجالة ... هكذا تعامل بعض الناس مع هزيمة الأهلي من برشلونة وكأن الأهلي أنهزم من مركز شباب – سرس الليان – ونسى هؤلاء ان الأهلي هذا هو بطل مصر وأفريقيا بدون منازع .
هزيمة الأهلي من وجهة نظري جاءت في وقتها تماما بالنسبة للاهلي أولا ثم لجماهيره ثم لجميع متابعي الكرة المصرية وبالفعل أنا كنت أخشى أن يفوز الأهلي على برشلونة حتى لا – نعيش في الدور – ونتخيل أن لدينا فريق يمكن له أن ينافس أبطال أوروبا حتى ولو في مباراة ودية .
الأهلي فاز من قبل على العديد من الأندية الأوروبية وهذه حقائق ولكنها تظل هي الخروج عن الطبيعي أما الطبيعي فهو أن يفوز برشلونة وريال مدريد وأي فريق كبير على أي فريق مصري في أي مكان .. والسبب بالطبع أنهم يلعبون كرة قدم ونحن نلعب – حكشة – فالأهلي بما أنه النادي المصري الوحيد الذي يمتلك القدرة على مواجهة الكبار هو ضحية نظام الكرة في مصر وضحية منافسيه – الذين يتنافسون فقط من أجل أن يفوزوا على الأهلي في يوم من الأيام – لا من أجل أن يخطفوا البطولات من أقدام الاهلي وهذه في حد ذاتها كارثة .
الأهلي ضحية الدوري المصري والكرة في مصر لأنه بعد أن عاد من كأس العالم للأندية التي قدم فيها الفريق أداء جعلنا جميعا نقول أن الأهلي بدأ يخطوا بنا نحو العالمية عاد هذا الفريق ليجد نفسه يلعب منفردا في دوري – مدارس – نسميه الدوري الممتاز .
فلا يوجد فريق يواجه الأهلي وهو يريد أن يفوز عليه ولا يوجد فريق يواجه الأهلي وهو يطمع في أكثر من نقطة التعادل بما فيهم أقرب منافسيه في أغلب الأحيان .... الأهلي الذي يقول التاريخ أنه في كل عشر سنوات يفوز بست أو سبع بطولات دوري ويترك ثلاث بطولات للأندية الأخرى – وهذا تاريخ وليس يعرفه الجميع - هو ضحية هذا النظام وهذا الإعلام وهذه المهاترات المستمرة التي أوهمتنا من قبل أن الاهلي له منافس في مصر وهو في الحقيقة لا يوجد من ينافسه لأن الفارق شاسع بينه وبين الأخرين .
الأهلي ضحية إعلام – أعرج – جعل الجميع يظن أن الأهلي وصل للعالمية لمجرد أنه فاز على المحلة واسمنت السويس – وهو يفوز عليهم دائما – الأهلي ضحية من أوهمه أنه ينافس في الدوري المصري لأنه لا ينافس أحد بل هو ينافس نفسه ولولا بطولة أفريقيا التي يجد فيها الاهلي بعض الصعوبات لأصبح الأهلي فريق بلا منافس في القارة الأفريقية ولكن نحمد الله أن هناك في أفريقيا لا يزال يوجد فرق تسعى للفوز على الأهلي .
من يتكلم عن فضيحة الأهلي لأنه أنهزم من برشلونة بالأربعة نرجوهم أن يهتموا قليلا ويقولوا لنا كيف تكون فضيحة والأهلي يلاعب بطل أوروبا ؟؟ والجميع يعلم الفرق بين الكرة في أوروبا والكرة التي نلعبها .. الأهلي هنا يفوز بالستة والأربعة والخمسة على من يقال عليهم أقرب منافسيه بينما برشلونة يخسر من صاحب المركز الرابع عشر في الدوري الأسباني قبل أن يأتي مصر بأربعة وعشرين ساعة فقط ثم يأتي ليهزم الاهلي بالأربعة بأقل مجهود !!! لأن الفرق شاسع بين كرة أوروبا والكرة التي نلعبها .
الحقيقة المؤسفة التي جاء وقت أن نقولها بصراحة هي حقيقة قالها الراحل العظيم صالح سليم من قبل وهي – الأهلي أعور وسط عميان – وهذه هي الحقيقة التي قالها صالح سليم وهو يريد أن يفهمها الجميع ليجعل الجميع يلعب كرة قدم حقيقية ولكننا لم نفهمها وأكتفينا بأن نقول أن الأهلي انهزم بالأربعة من برشلونة وهذه تعتبر فضيحة !!
الفضيحة أيها السادة أن يظل الأهلي ثلاث سنوات يفوز في الدوري المصري ولا ينهزم إلا مرة واحدة أمام الإسماعيلي !
الفضيحة أن نظن أن لدينا كرة قدم لأننا فزنا ببطولة الأمم الأفريقية – بالبركة – والكل يعلم ذلك ولكننا نقنع أنفسنا أننا الأفضل مع العلم أن المسئولين عن الكرة في مصر أكثر من يعلمون اننا كسبناها بالبركة !
الفضيحة ان نخسر في كل البطولات والمسابقات الخارجية التي نلعب فيها ولا يفوز عندنا إلا نادي واحد أسمه الأهلي منذ ثلاث سنوات تقريبا !
الفضيحة هي أننا إلى الأن لا نعلم شكل الدوري الموسم القادم وهناك في أسبانيا مثلا يعرفون مواعيد الأسبوع الأخير من مباريات الموسم بعد القادم !!!
هذه هي الفضيحة التي يجب أن نتحدث فيها وليس هزيمة فريق الأهلي من فريق في حجم برشلونة لان الهزيمة من برشلونة – مش عيب – لكن الهزيمة من موريشيوس وأثيوبيا والفيصلي الأدرني وموريتانيا وبلاد تركب الأفيال .... وغيرها من الدول التي عرفت الكرة بعدنا بخمسين سنة تقريبا هو العيب بعينه ولذلك يجب ان نعرف حجمنا الطبيعي في كرة القدم - وفي الحياة عموما – وأن يعرف كل فريق أو منتخب حجمه الطبيعي .... ووالله لو عملنا كده حنبقى كويسين أوي وحنبقى من أفضل الناس في العالم كله في الكورة وفي الحياة عموما ... بس نسبنا شوية من حكاية كله تمام يا ريس .. اللي موديانا في ستين داهية ديه !!!
تــــــــــحـــــــــــــيــــــــــــــاتــــــــى هــــــــــــــــشـــــــــــام تـــــــــيــــــــــتــــــــــــا